قــمــــر شــمـــر عضو نشيط
عدد المساهمات : 347 نقاط : 730 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 15/08/2010
| موضوع: مفاتيح القلوب الجمعة أغسطس 27, 2010 11:17 pm | |
| --------------------------------------------------------------------------------
كل باب له مفتاح و المفتاح المناسب لفتح قلوب الناس هو معرفة طبائعهم. حل مشاكل الناس. الإصلاح بينهم. الاستفادة منهم، اتقاء شرورهم. كل ذلك تصبح فيه بارعاً إذا عرفت طبائعهم. افرض أن شاباً وقع بينه و بين أبيه خلاف.
اشتد الخلاف حتى طرده أبوه من البيت. حاول الابن العودة مراراً لكن الأب كان عنيداً مصراً. دخلت للإصلاح بينهما حدّثت الاب بالنصوص الشرعية، خوفته من إثم القطيعة، لم يلتفت إليك. كان مشحوناً غاضباً جداً. أردت ان تستعمل أساليب أخرى للإصلاح. عرفت من طبيعة الأب أنه عاطفي جداً. جئت إليه و قلت: يا فلان. أما ترحم ولدك، يفترش الأرض، و يلتحف السماء !! أنت تأكل و تشرب و المسكين يبيت طاوياً و يصبح جائعاً. أما تذكره إذا رفعت كسرة الخبز إلى فمك أما تذكر مشيه في حر الشمس. أما تذكر لما كنت تحمله صغيراً، و تضمه إلى صدرك و تشمُّه و تقبله، أيرضيك أن يستجدي الناس و أبوه حي !! تجد أن عاطفة الأب تهيج بهذا الكلام، و يقترب أكثر من نقطة الالتقاء. و إن كان أبوه بخيلا محباً للمال، قلت له: يا فلان انتبه لا تورط نفسك، أرجع الولد تحت نظرك و تصرفك. أخشى أن يسرق أو يعتدي فتلزمك المحكمة بسداد ما أخذ و إصلاح ما خرب، فأنت أبوه على كل حال. انتبه. تجد الأب البخيل سيبدأ يعيد موازينه من جديد.
و إن كان كلامك موجه إلى الابن، و كان جشعاً محباً للمال قلت له: يا فلان، لن ينفعك إلا أبوك، غداً ستحتاج أن تتزوج، من يسدد مهرك؟ لو تعطلت سيارتك من يصلحها؟ لو مرضت من سيحاسب المستشفى؟ إخوانك يستفيدون كما شاءوا. مصروف. هدايا، و أنت جالس هكذا. ما يضرك أن تصلح ذلك كله بقبلة تطبعها على جبين أبيك، أو كلمة أسف تهمس بها في أذنه.
و كذلك لو دخلت للإصلاح بين زوجة و زوجها فعلت مثل ذلك، و فتحت باب كل واحد منها بالمفتاح المناسب، و مثله لو أردت إجازة من مديرك في العمل، و عرفت انه لا يلتفت إلى العواطف و لا الأمور الاجتماعية، و إنما عمل و بس ! فقلت له: أحتاج إلى إجازة ثلاثة أيام أجدد فيها نشاطي، و استعيد حيويتي. أشعر ان إنتاجيتي مع ضغط العمل تنحدر تدريجياً. أعطني فرصة لإراحة رأسي فقط ثلاثة أيام لأعود أنشط و أقدر. و إن كان اجتماعيا تلحظ من خلال تعاملاته أنه حريص على الأسرة و العائلة قلت له: أريد إجازة لأرى والديّ و أولادي. أشعر أنهم في واد و أنا في واد آخر إلى غير ذلك: أتقن هذه المهارة، و ستسمع الناس غداً يقولون: ما رأينا أبرع من فلان في القدرة على الإقناع، !!
نتيجة
كل إنسان له مفتاح، و معرفة طبيعة الإنسان تدلك على معرفة مفتاحه المناسب | |
|